مقدمة البرنامج: اللقاء الثلاثي الذي جمع العراق مع الجانب السوري والجانب التركي إنصب على مصلحة الموارد المائية في العراق، فمالهدف من هذا اللقاء؟ وما الآلية التي توصلتم اليها؟
د. لطيف رشيد: طبعاً هذا اللقاء الأخير جاء نتيجةً لعدة لقاءات، لقاءات بين الوزراء سابقاً التي جرت قبل سنة في أنطاليا جنوب تركيا ولقاءات الفنيين من قبل وزارة الموارد المائية في العراق مع الفنيين والمسؤولين عن إدارة المياه في تركيا والمسؤولين عن الري في الجمهورية العربية السورية، هذه اللقاءات ضرورية لأنه وكما تعلمون لدينا شراكة مائية بين بلداننا ومعظم اعتمادنا على المنابع الموجودة خارج العراق، هذه اللقاءات نتيجة للتعاون والتنسيق بين الأطراف الثلاثة واللقاء الأخير كان جيداً بالنسبة للعراق وبالنسبة للأطراف الأخرى ونتيجة للقاء أو الأجتماع الذي بذلنا فيه جهداً كبيراً من أجل الوصول الى قرارات إيجابية تخص التعاون والتنسيق بين الأطراف الثلاثة وعمل دورات تدريبية للفنيين الموجودين في المنطقة وتشجيع المشاريع البيئية والإروائية والتنموية في المنطقة والنقطة الأهم خاصة بالمشاريع المستقبلية إذا ما أقيمت في تركيا أو سوريا أو أماكن أخرى إذ يجب أن لا تؤثر على سلباً على نوعية وكمية المياه التي نستلمها من خارج العراق، بمعنى آخر يكون تقاسم المياه بشكل عادل ومنصف للجميع ويضمن حصة العراق الضرورية بشكل يؤمن لنا التنمية ونتمكن من الإستفادة واستغلال المياه في الزراعة والشرب والأمور الأخرى.
مقدمة البرنامج: سيادة الوزير تعلم حضرتك أن تركيا في صدد تنفيذ مشاريعها مثل مشروع الكاب ومشروع اليسو على نهري دجلة والفرات وهذا سيؤثر حتماً بحسب التقارير على منسوب المياه التي تدخل العراق، فهل تباحثتم في هذا الموضوع؟ وكيف ستعالجون هذه المسألة؟
د. لطيف رشيد: طبعاً هناك فرق، مشروع الكاب تقريباً هو مشروع متكامل وجاهز وله تأثير كبير على كمية ونوعية المياه التي نستلمها سابقاً وفي الوقت الحاضر، وفي الآونة الأخيرة أصبح هناك تعاون مع الأخوة المسؤولين في تركيا وأطلقوا زيادة في كميات المياه في نهر الفرات، أما بخصوص المشاريع المستقبلية وكما إتفقنا في دمشق يجب أن لا تؤثر سلباً على كمية ونوعية المياه التي نستلمها من تركيا وهذا يجري على سد اليسو، إنشاء هذا السد لا يفترض أن يشكل حالة سلبية على كمية المياه التي نستلمها مباشرة من تركيا.
مقدمة البرنامج: كيف سيتم معالجة هذا الموضوع؟
د. لطيف رشيد: يجب أن نعالجها ونتفق على خطة تشغيلية وكمية المياه بالنسبة للإطلاق وهذا يقع ضمن جدول أعمال الفنيين وهم الذين سيقررون، يجب أن يكون هناك تنسيق مستمر بين الأطراف الثلاثة وخاصة بين العراق وتركيا بالنسبة للإطلاق وكمية المياه التي نستلمها.
مقدمة البرنامج: بالنسبة الى مشاريع كري الأنهر، تعاني الأنهر في العراق من إهمال واضح، لو ألقيت الآن نظرة على نهر الفرات وأنت أكيد لديك علم بالموضوع، يعاني النهر من كثرة النباتات يعاني من نوع من الإهمال، هل هناك مشاريع لكري الأنهر والإستمرار فيها؟
د. لطيف رشيد: ليس يعاني بل عانت وستعاني حتى في المستقبل، طبعاً هذا نتيجة الإهمال ليس لسنة أو سنتين أو فترة قصيرة وإنما لسنوات طويلة وحسب تقديراتي لأكثر من ثلاثين سنة، لم يكونوا في زمن النظام السابق يهتمون بشبكات الري والأنهر والجداول، من ناحية التشغيل والصيانة والتنظيف من ناحية إستيراد الآليات والمعدات الضرورية لتنظيف وتعهذيب وتشغيل القنوات أو شبكة الموارد المائية بشكل أفضل، نحن بدأنا ولكن بصراحة هذه العملية تحتاج الى فترة طويلة وتحتاج الى جهد ومبالغ واستثمار كبير، بعض الأحيان ننتظر وصول المعدات لأكثر من سنة أو سنتين، وبرغم هذا فالمرحلة الأولى قد بدأت بتنظيف الأنهر والقنوات وشبكات الري بما فيها دجلة والفرات وفروعهما وكذلك القنوات الرئيسة، أنا أتفق أن هذا سبب في تخلف مشاريع الموارد المائية والزراعية في المنطقة ولكنني متفائل بأننا سنستورد ونستثمر ونخطط لمعالجة المشكلة وهي كبيرة جداً، نأمل أننا سننجح في حلها ولكن هذا سيأخذ وقتاً طويلاً.
مقدمة البرنامج: ماهي حلولكم لمعالجة شحة المياه؟
د. لطيف رشيد: موضوع قلة الأمطار ليس بأيدينا، هذه هي السنة الثالثة أو الرابعة التي قلّت فيها الأمطار وهي أقل بكثير من المعدل الطبيعي، ولكن في العراق توجد خزانات كبيرة، سد الموصل وسد دربندخان وسد دوكان وسد حديثة وبحيرة الثرثار، نحاول ان نستغل ونستفيد من المياه الموجودة في خزاناتنا لمعالجة الجفاف او قلة الأمطار، ولكن إذا استمرت شحة الأمطار فلن تكون هذه الخزانات قادرة على تلبية الطلب في إرواء المناطق الزراعية الموجودة في البلد.
مقدمة البرنامج: وماذا عن مسألة ترسيم الحدود مع إيران؟
د. لطيف رشيد: بصراحة هذا موضوع حساس، نحن بدأنا ليس فقط بترسيم الحدود بل بتنظيف شط العرب وكذلك الإتفاق أو التعاون بالنسبة للموارد المائية، نحن نستلم كمية من المياه لا بأس بها من إيران عن طريق الجداول والأنهر الموسمية والدائمية، نحاول الإتصال بالمسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية للإتفاق على التعاون والتنسيق في هذه المجالات. في خطتنا لمعالجة الجفاف ولكي نستطيع القيام بعملية زراعية متكاملة ومكثفة، يفترض أن نبني عدداً من السدود التي نحتاجها، لدينا في خطتنا بناء عدد لا بأس به من السدود كبيرة ومتوسطة وصغيرة كي نحافظ على كميات الأمطار ونستغلها ونستفيد منها في مواسم الجفاف.
مقدمة البرنامج: كيف ترد على المزارعين الذين يتخوفون من أن نهر دجلة والفرات ربما يعاني من إنخفاض منسوب المياه بدرجة كبيرة حتى الجفاف؟
د. لطيف رشيد: إن شاء الله لن يحصل جفاف، هناك بعض المبالغة بالموضوع ولكن قلقهم وارد ونحن أيضاً قلقنا وارد؛ لذلك نحن مستمرون بالإتصالات ومعالجة وإدارة الموارد المائية في المنطقة بشكل عقلاني وفني وعادل لمصحلة كل الأطراف الموجودة في المنطقة، وبالنسبة لنا دول تركيا وسوريا وإيران مهمة جداً ولذلك يجب أن نستمر التنسيق والتعاون والإستفادة من الخبرات الموجودة في المنطقة وكذلك إستغلال واستعمال الموارد المائية بشكل عقلاني وفي هذا المجال نحتاج الى تعاون جميع دول المنطقة.