مقدم البرنامج: تحية طيبة مشاهدينا الكرام وأهلاً ومرحباً بكم الى حلقة جديدة من حوار إقتصادي، معنا في هذه الحلقة الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد وزير الموارد المائية فأهلاً وسهلاً بك يادكتور.
د.لطيف رشيد: أهلاً وسهلاً بك.
مقدم البرنامج: بداية ياسيدي لنرى ماهو تقييمكم لواقع الموارد المائية في العراق؟
د. لطيف رشيد: خلال السنة الحالية والسنوات الماضية يعاني العراق وبشكل عام من شحة في المياه، طبعاً هناك عدة أسباب لهذه الشحة قسم منها مرتبط بالطبيعة والمناخ، كمية الأمطار والثلوج والرياح ودرجة الحرارة، وهذه كلها مرتبطة بالناحية المناخية والتي لها تأثير مباشر على كمية المياه والوضع المائي في أن يكون لدينا كميات كافية من المياه أو نعاني من الشحة. وهناك عوامل أخرى لها تأثير كبير على شحة المياه ومنها تصرفات دول الجوار في إستغلال والإستفادة واستعمال المياه الموجودة؛ لأن جميع مواردنا المائية مصادرها خارج العراق، نهري دجلة والفرات، فروع نهر دجلة. الجانب الآخر المتعلق بشحة المياه مرتبط بمشاريعنا وكيفية استغلال والإستفادة واستعمال الموارد المائية داخل العراق وهذا مرتبط مع نوع الزراعة التي نقوم بها وطرق الري أو طرق إستعمال المياه للزراعة، والمشاريع الزراعية والإروائية للبلد، أنا أعترف بأن هناك إهمالاً كبيراً في المشاريع الزراعية والإروائية ليس فقط خلال هذه السنة الحالية أو السنوات الماضية ولكن التراكمات كبيرة وهناك قرون من الإهمال في النشاطين الزراعي والإروائي في العراق، هذه تحتاج الى فترة طويلة وتحتاج الى مبالغ هائلة نستثمرها لتحسين طرق الري وتكثيف الزراعة وإيجاد بدائل للطرق القديمة أو الكلاسيكية التي نستخدمها في العراق في الإرواء، ويجب أن نغيرها بطرق حديثة كالتنقيط والرش وغيرها.. وفي الوقت نفسه نحتاج الى تحسين وضع الأراضي الموجودة وكما تعلمون فإن معظم الأراضي الزراعية مالحة تحتاج الى إعتناء وتنظيف ومبازل، بدأنا بخطوات جيدة من أجل إستصلاح الأراضي وجمع المبازل وتخفيف تأثير المياه المالحة على الأراضي الزراعية ولكن نحتاج الى فترة أطول ونحتاج الى إستثمارات أكبر من أجل تحسين الوضع الزراعي والوضع الإروائي والوضع المائي في العراق، في نفس الوقت يجب أن نقوم بخطوات دبلوماسية من أجل إقناع دول الجوار في الحصول على حصة عادلة وكافية من المياه لأجل إستغلال هذه الحصة حسب الحاجة في الزراعة والصناعة ومياه الشرب، وكما تعلمون نحن في العراق نحتاج الى توسيع رقعة الأراضي الزراعية ومع زيادة سكان العراق نحتاج الى كميات أكبر من المياه. مع الأسف الشديد الكميات التي تصلنا الآن من دول الجوار هي أقل بكثير مما كان تصلنا قبل فترات معينة.
مقدم البرنامج: هل نعاني من مشكلة في الحصص المائية بالنسبة لدول الجوار؟
د. لطيف رشيد: أكيد لدينا مشكلة، كيفية استعمال الموارد المائية في دول الجوار لها تأثير مباشر في كيفية ونوعية المياه التي نستلمها من خارج العراق. مثلاً واردات نهر الفرات قبل 20 سنة كانت ضعف الكمية الموجودة حالياً الآتية من تركيا الى سوريا فالعراق، سابقاً كانت الحصة المائية في نهر الفرات قبل بناء السدود أو المنشآت الإروائية في تركيا وسوريا بحدود 30 مليارم3 والآن لا تصل الى 15 مليارم3 ونفس الشيء بالنسبة لنهر دجلة ولو أن المنشآت المائية والسدود والخزانات هي أقل بكثير على نهر دجلة مما هي عليه الحال في نهر الفرات، ولكن في نفس الوقت كميات المياه التي نستلمها في نهر دجلة وخاصة في فروع أو روافد نهر دجلة التي تأتينا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي أقل بكثير مما كان عليه في السابق.
مقدم البرنامج: معالي الوزير، الشارع العراقي يخاف من موجة جفاف قادمة، رأيكم كمسؤولين عن وزارة الموارد المائية، هل هناك موجة جفاف قادة؟ هل نحذر الشعب من موجة جفاف قادة؟
د. لطيف رشيد: أولاً يجب أن نحدد معنى الجفاف، ويجب أن نحدد كمية المياه التي نستخدمها في مياه الشرب والزراعة والصناعة والبيئة وكذلك تحسين وضع الشبكات التي الموجودة لدينا، هذه كلها تحتاج الى تحديد ولكن بالتأكيد نحن نعاني من قلة المياه في الوقت الحاضر ونحتاج الى كميات أكبر في المستقبل.
مقدم البرنامج: ماهي تدابير الوزارة للتقليل من آثار الجفاف؟
د. لطيف رشيد: نحن كوزارة لا نستطيع السيطرة على كميات الواردة الينا لأن هذا مرتبط بتصرفات دول الجوار، ولو أننا وباستمرار ومنذ أكثر من خمس سنوات نحاول مع دول الجوار وهناك تطور في هذا المجال مثلاً في علاقتنا وتنسيقنا وتعاوننا مع سوريا من أجل الحصول على حصة عادلة وفي نفس الوقت علاقاتنا وتنسيقنا وتعاوننا مع تركيا في تطور إيجابي كبير ولكن مع الأسف الشديد المعلومات المتعلقة بالموارد المائية التي طلبناها من جمهورية إيران الإسلامية ليس بالمستوى المطلوب فضلاً عن التنسيق والتعاون، محاولاتنا مستمرة على كافة المستويات، على مستوى رئيس الدولة ومجلس الوزارء والوزارة وعلى مستوى الفنيين من أجل تحسين العلاقات والتنسيق بين البلدين من أجل الحصول على كميات المياه التي نحتاجها في العراق الآن ومستقبلاً، نحن نحاول تطوير علاقاتنا مع دول الجوار من أجل الوصول الى إتفاقيات يتم بموجبها تقاسم المياه وفق حصص عادلة ومنصفة للجميع.
مقدم البرنامج: كم من الوقت سوف يستغرق هذا الموضوع؟
د. لطيف رشيد: هذا يعتمد على الجانب الآخر، بالنسبة لنا محاولاتنا مستمرة، ولا أخفي أن بعض دول الجوار غير مستعدة للوصول الى إتفاقات بخصوص تقاسم المياه وفقاً للحصص الضرورية.
مقدم البرنامج: لكن لا يوجد هناك رد فعل إيجابي باتجاه الموضوع.
د. لطيف رشيد: هناك رد إيجابي على أساس يتم التنسيق والتعاون وأن نقدم طلبات بخصوص الحصص المائية وهم يتجاوبون معها ولكن أن يتم الوصول الى إتفاقات ملزمة لجميع الأطراف بحسب رأيي هم غير مستعدين له.
مقدم البرنامج: هل يمكننا إستغلال المياه الجوفية؟
د. لطيف رشيد: بكل تأكيد، سياستنا وستراتيجيتنا في وزارة الموارد المائية تقوم على تحسين وضع المياه في كافة المجالات، في مجال المياه السطحية أي خزن كميات كبيرة من مياه الأمطار في خزاناتنا وبناء عدد كبير من السدود وفعلاً بدأنا بذلك، بدأنا ببناء عدد من السدود في إقليم كردستان وعدد من السدود في المنطقة الغربية وسنقوم إن شاء الله ببناء عدد أكبر من السدود. نحن نحتاج الى أن نحافظ على كميات أكبر من المياه وخزنها في خزانتنا ونستخدمها وقت الحاجة، في نفس الوقت نقوم بتحسين الشبكة الإروائية خصوصاً وأن معظم الشبكة الإروائية والمبازل غير مبطنة وترابية، بدأنا بحملة واسعة في تطهير المبازل والقنوات والشبكات وكذلك جمع مياه المبازل وتحويلها الى خارج الأراضي الزراعية وفي نفس الوقت لدينا خطة جيدة ففي السنة الماضية حفرنا أكثر من 1200 بئر إرتوازي في كافة أنحاء العراق وبرنامجنا في تطوير المياه الجوفية مستمر، لدينا نشاطات في معظم المحافظات وقمنا باستيراد معدات كافية لحفر الآبار ولدينا خطة لاستيراد عدد أكبر من هذه المعدات الضرورية لحفر الآبار في كافة المناطق التي نستطيع استغلال المياه الجوفية فيها بشكل فني واقتصادي وعلمي.
مقدم البرنامج: وهل سيقلل استخدام التقنيات الحديثة من هذه المخاطر؟
د. لطيف رشيد: بالتأكيد وخاصة في بعض أنواع الزراعة الحالية مثلاً زراعة الشلب (الرز) تحتاج الى كميات كبيرة من المياه وهو ما يشكل هدراً لها، لدينا خطة لتقديم الطرق الإروائية الحديثة مثلاً لدينا مشروع الزراعة أو المشروع الإروائي في المنطقة الشمالية قرب الموصل وتسمى الجزيرة شمالي تُستخدم فيها طرق الري الحديثة والإستفادة منها كبيرة والإنتاج عالي جداً وبحالة جيدة، تتضمن خطتنا دراسة أماكن ومساحات واسعة وبدأنا فعلاً من أجل تطوير طرق الري وتقديم الطرق الحديثة في منطقة الجزيرة جنوبي وأيضاً في منطقة الجزيرة شرقي بدأنا بعمل دراسات ومشاريع ونأمل في توسيع المشاريع الحديثة وطرق الري الحديثة في كافة أنحاء العراق.
مقدم البرنامج: سيادة الوزير بالنسبة للسدود، هل هناك صيانة لهذه السدود؟ وهل ستبنى سدود حديثة؟
د. لطيف رشيد: بالتأكيد لدينا صيانة مستمرة على كافة السدود وكما تعلمون كنا نعاني من مشكلة في سد الموصل ولو أنها باقية لكنها تحت السيطرة ونقوم بعمليات الصيانة بشكل مستمر وعندما أقول بشكل مستمر أعني 24 ساعة في اليوم.
مقدم البرنامج: يعني سد الموصل متضرر حقيقةً؟
د. لطيف رشيد: هناك ضرر منذ بداية إنشاء السد وهو ليش ضرراً إنشائياً بل ضرر هيدرولوجي- جيولوجي مرتبطة بعضها ببعض ولكننا نقوم بعملات التحشية بشكل مستمر واستوردنا على آليات ومعدات لعمليات التحشية، وأطمئنكم بأن حالة سد الموصل جيدة ولكن طموحنا هو باستغلال والإستفادة القصوى من طاقة الكلية لمشروع سد الموصل لأن بحيرة سد الموصل هي أكبر بحيرة في العراق ويمكن في عموم المنطقة ونحتاج الى أن نستفيد من طاقات وإمكانات بحيرة السد وكميات المياه الهائلة التي فيه بشكل أوسع وأفضل. أما عمليات الصيانة التي نجريها على السدود الأخرى مثل سدود حديثة، الثرثار، دوكان ودربندخان مستمرة وحالة السدود والخزانات في كافة أنحاء العراق بحالة جيدة. بالإضافة الى السدود لدينا عدد من النواظم وعمليات الصيانة مستمرة فيها أيضاً. بدأنا بتحسين الوضع الإروائي في العراق وتحسين القنوات والمبازل، إنتهينا من تشييد المبزل العام الذي يجمع مياه المبازل من شمل بغداد والى البصرة.
مقدم البرنامج: إذا يمكن إعتبار المصب العام من المنجزات الكبيرة؟
د. لطيف رشيد: بالتأكيد وهذا المشروع سيكون مشروعاً كبيراً بالنسبة لجمع المبازل من الفروع، ليس فقط الإنتهاء من العمل في المبزل الرئيس، على العكس طموحنا أن نجمع كافة المبازل ونحولها الى المصب العام من أجل تقليل الملوحة في الأراضي الزراعية.
مقدم البرنامج: هل تعتبرون الميزانية المخصصة لهذه السنة للموارد المائية كافية؟
د. لطيف رشيد: من المؤكد أن ليس لدينا أي ميزانية كافية لأي وزارة عراقية، طموح جميع الوزارات هو تحسين الخدمات والتنمية والإستثمار، طموحاتنا أكبر بكثير ولكن هذه هي الإمكانية الموجودة حالياً في البلد، إيراداتنا المالية تعتمد بشكل كبير وبنسبة تتعدى 90% على مبيعات النفط وواردات النفط محدودة وكما تعلمون نحتاج في العراق الى تحسين جميع الخدمات فهي في أغلبها قليلة أو ناقصة وشبه معدومة، نحتاج الى تحسين الخدمات من الناحية الصحية والتعليمية والإتصالات والمواصلات والزراعة، جميع الخدمات هي ضرورية من أجل تحسين الوضع العام إضافة الى أننا نحتاج الى إستثمار وذلك يعني بناء مشاريع جديدة ومصانع ومعامل لتحسين الوضع الإنمائي والإقتصادي للبلد.
مقدم البرنامج: هل تم الإتفاق مع شركات أجنبية لإعمار العراق ومشاريع الموارد المائية بالخصوص؟
د. لطيف رشيد: نحن نحاول ولدينا خطة إستثمارية قسم منها نحن ننفذها في ضوء الميزانية الوطنية والقسم الآخر نحاول تنفيذها مع الشركات الإستثمارية، محاولاتنا مستمرة ولكي أكون صريحاً لم نبدأ بعد ولكن لدينا قائمة طويلة تتعلق بالإستثمارات في المستقبل كمشاريع والتطوير في الزراعة وتطوير المشاريع الإروائية وكذلك بناء السدود التي تشتمل على عدة فوائد إقتصادية كتوليد الطاقة الكهربائية وتوسيع الأراضي الزراعية وتأمين مياه الشرب كل هذه الأمور مرتبطة بالتنمية الشاملة وباعتقادي أن مشاريع الموارد المائية لها تأثير كبير على مجمل الإستثمارات في البلد.
مقدم البرنامج: أكيد هذا يقودنا الى أن المشاريع الزراعية خصوصاً تعتمد على وزارة الموارد المائية إعتماد كلي من أجل النمو، كيف هي علاقتكم مع وزارة الزراعة؟
د. لطيف رشيد: وضعنا مع وزارة الزراعة جيد وبصراحة الزراعة في العراق تحتاج الى تطوير جدي واستثمار كبير بالإضافة الى تثقيف المزارعين بالطرق الحديثة ومساعدتهم بالمكننة والحاجات الضرورية والدعم المالي كذلك كل هذا نحتاج لتطوير الزراعة في البلد وكما تعلمون نحن نعاني من نقص في المنتجات الزراعية، كان العراق بلداً زراعياً واعتمادنا الرئيس كان على الزراعة والآن مع الأسف الشديد الزراعة شبه متوقفة من جميع النواحي. طبعاً علاقتنا مع وزارة الزراعة جيدة ولدينا لقاءات مستمرة وتبادل للمعلومات والوزارتان تساعد بعضهما البعض في كافة المجالات، يجب أن نعمل مع بعضنا البعض وليست وزارة الزراعة تعتمد على المياه فقط، وزارة النفط أيضاً تعتمد على المياه من أجل إستثمار الآبار النفطية وكذلك وزارة البلديات، معظم الوزارات إعتمادهم على الموارد المائية الموجودة في البلد.
مقدم البرنامج: الأماكن التي كانت تعتبر مناطق ساخنة وفيها مشاكل هدأت الآن وأصبح الجو آمن، والأمن مستتب في تلك المناطق ومن ضمنها محافظة الأنبار وغيرها، ماهي مشاريعكم هناك في الأنبار؟
د. لطيف رشيد: أود أن أشير الى نقطة، نحن ومنذ البداية حاولنا بعد التغيير مباشرة أن نوسع نشاطاتنا في كل أنحاء العراق، وأنا جداً مسرور لأن نشاطاتنا تغطي جميع المحافظات العراقية، طبعاً أوقفنا نشاطاتنا في بعض المناطق لفترات متفاوتة ولكن الآن النشاطات مستمرة من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ومن ضمنها إقليم كردستان.
مقدم البرنامج: هل نبشر الناس بمشاريع قريبة جداً سوف تنجز الى جانب مشروع المصب العام؟
د. لطيف رشيد: إن شاء الله، لدينا مشاريع خاص باستغلال والاستفادة من المياه الجوفية وحفر الآبار كذلك ضمن خطتنا ونشاطاتنا مستمر بشكل جدي ودائمي بالإضافة الى بناء السدود الصغيرة والمتوسطة والكبيرة لتحسين واستغلال ولاستفادة المياه السطحية ولدينا كذلك برنامج جيد لاستصلاح الأراضي وتحسين الوضع الإروائي وتقديم الطرق الحديثة في الري، ولكن هذا كله يحتاج الى وقت ومع الأسف الشديد مشاريع السدود والمشاريع الاروائية ومشاريع إستصلاح الأراضي تحتاج الى وقت طويل للإنجاز والتنفيذ ومشاريعنا في كافة المجالات والمحافظات موجودة ومستمرة.
مقدم البرنامج: لنتحدث عن التلوث في نهري دجلة والفرات.
د. لطيف رشيد: أولاً قسم من المشاريع أنجزناها وقسم تحت الدراسة والقسم الآخر تحت التنفيذ ما يعني ليس كل خططنا له قد نفذناها، العمل على مراحل مختلفة يعتمد على المشاريع وعلى الميزانية وعلى فترة إنجاز المشاريع، هذا من ناحية ومن ناحية التلوث أقول نحن ومع الأسف الشديد نحن في العراق نعاني من جميع أنواع التلوث، التلوث موجود في المياه والأرض والمحيط الخارجي في البيئة، طبعاً محاربة التلوث وتحسين الوضع الإروائي والأراضي مرتبط بمجموعة من وزارات ومؤسسات الدولة وفي العراق هناك تلوث يأتي من المياه الصحية ومن الفضلات وكذلك من الملوحة الموجودة في الأراضي الزراعية، وكما أشرتُ نحن من جانبنا بدأنا حملة بجمع المياه المالحة وتحسين وضع الأراضي الزراعية عن طريق المبازل وجمعها وهذا له تأثير كبير، المصب العام يخدم أكثر من ستة ملايين دونم من الأراضي الزراعية ولدينا مشاريع أخرى من أجل تجميع مياه المبازل، كما أننا نقوم بدراسة تهدف الى الإفادة من هذه المياه وعن طريق تصفيتها وإعادة تدويرها كي تستخدم مرة ثانية في الزراعة وبشكل دوري.
مقدم البرنامج: بالنسبة لمياه الشرب، هل تتوقعون أن هذه المياه صالحة للإستهلاك؟
د. لطيف رشيد: طبعاً مياه الشرب من مسؤولية وصلاحية وزارة البلديات وقسم من المحافظات وباعتقادي أن مياه الشرب الموجودة في العراق جيدة ولكن كمياتها لا تغطي عدد سكان العراق. وحسب معلوماتي وهي من طريق السيد وزير البلديات واجتماعات مجلس الوزراء، فإن وزارة البلديات تقوم ببناء وإنشاء عدد كبير من محطات تحلية المياه ووزارتنا تقوم بحفر عدد كبير من الآبار في المناطق النامية أو المناطق التي لا تمتلك شبكة مياه من أجل تحسين وضع مياه الشرب.
مقدم البرنامج: نعود لموضوع تلوث مياه الشرب، أمانة بغداد ترمي الكثير من المياه والفضلات في الأنهر.
د. لطيف رشيد: الفضلات تأتي من أمانة العاصمة والقرى ومن المدن ومن المراكز السكنية الأخرى وفي بعض الأحيان من المدارس والمستشفيات، مجاري المياه أو الأنهر أو فروع الأنهر تعاني من التلوث وأيضاً يأتي التلوث من البقع النفطية ونحاول معالجة الموضوع ولكنا تحتاح الى إستثمار كبير والى تحسين الوضع البيئي بشكل عام وتنظيف الجداول والأنهر والقنوات من مصادر التلوث.
مقدم البرنامج: بالنسبة للأهوار جنوب العراق التي تم تجفيفها في زمن النظام السابق وبعد أن تم ضخ المياه داخل هذه الأهوار ظهرت الكثير من الأوبئة والأمراض بسبب هذه المياه.
د. لطيف رشيد: أنا لا أتفق معك، لم تظهر أمراض كثيرة بسبب المياه.
مقدم البرنامج: يقولون أنه حدثت أمراض كثيرة بسبب المياه التي غمرت الأهوار.
د. لطيف رشيد: بالنسبة لي هذه جديد ونحن نتابع نشاطاتنا في منطقة الأهوار، طبعاً النظام السابق قام بتجفيف الأهوار بما يقارب 95% منه ولم يسلم سوى جزء من هور الحويزة الواقع على الحدود مع إيران ولكن بقية الأهوار كانت جميعها قد جففت وأصبحت المنطقة صحراوية، وباعتقادي أن هذا العمل هو جريمة ضد البيئة وضد الناس الذين كانوا يعيشون في هذه المنطقة والتي لها من العمر عشرات الآلاف من السنين وهي جزء من الحضارة العراقية. نحن في وزراة الموارد المائية إتخذنا قرار بتحسين وتنشيط الوضع البيئي والمائي في منطقة الأهوار وقمنا بعملية إنعاش الأهوار من جديد عن طريق إطلاق المياه الكافية ونجحنا، خلال سنة 2007 وصلت نسبة مياه المسطحات المائية الى 80% من المساحات الأصلية، ولكن في عامي 2008 و2009 وبسبب الشحة المائية وقلة الوفرة المائية كما أشرت سابقاً إنخفضت نسبة المياه في هذه المسطحات أقل بكثير من 80 أو 70% وباعتقادي تتراوح بين 40 الى 50%، ولكن هذا الأمر يعتمد على كمية المياه الموجودة في نهري دجلة والفرات، إذا توافرت المياه وفاضت الأنهر ستؤثر إيجاباً وتزيد بالتالي من كمية المياه الموجودة في الأهوار، ولكن في أوقات الشحة ستقل هذه الكمية ما يعني أن كمية المياه في الأهوار ليست ثابتة وتعتمد على التصرفات والإستفادة من كمية المياه الموجودة عندنا في نهري دجلة والفرات.
مقدم البرنامج: ما هو رأيكم بموضوع تقسيم مياه شط العرب؟ والى أين وصل مع دول الجوار؟
د. لطيف رشيد: أولاً شط العرب مهم بالنسبة لنا من جميع النواحي وهناك الآن إتفاقية مع إيران تخص شط العرب، ولكن مع الأسف الشديد الخطوات التنفيذية لتحسين وتقسيم شط العرب ليست بالمستوى المطلوب، نحن بدأنا بتحسين وضع شط العرب كما بدأنا بالأعمال الفنية مثلاً مسح شط العرب وكذلك المحافظة على شط العرب من التآكل، بدأنا بهذه الخطوات ونأمل أن نحسن من وضع شط العرب وطبعاً هو ليس من مسؤوليتنا فقط فهناك عدة وزارات مسؤولة عن تحسين وضع شط العرب بما فيها وزارة الخارجية ووزارة النقل والوزارات الأخرى ولكن من جانبنا بدانا بعمليات المسح ونشاطاتنا موجودة في شط العرب ونحاول التقليل من التآكل في شواطئ الشط في المستقبل.
مقدم البرنامج: بالنسبة لمشاريع إكساء ضفاف نهري دجلة والفرات وكذلك كري الأنهر وتوسيعها، الى أين وصلتم في هذا الموضوع؟
د. لطيف رشيد: طبعاً كري الأنهر أو إزالة الترسبات والحشائش والفضلات للأنهر وفروع الأنهر وكذلك الجداول والمبازل كانت مهملة بشكل غير معقول وغير محدود، وعندما إستلمنا مسؤولية وزارة الموارد المائية لم تكن لدينا لا مكائن ولا كراءات لإزالة الفضلات وتقليل الترسبات في نهري دجلة والفرات، ولكن الآ نمتلك بحدود 30 كراءة تعمل في كافة المجالات وفي كل المحافظات ولو أن العدد غير كافٍ لأننا نحتاج وبدون مبالغة الى مئات من الكراءات لتحسين الوضع المائي في العراق داخل الأنهر وفروعها وفي البحيرات وكذلك في القنوات والمبازل، نحاول إستيراد المزيد من الكراءات من أجل تمشية الأمور وهذه الكراءات يجب أن تعمل بشكل دائمي، ولا أدري إذا لا حظت أننا بدأنا ومنذ عد أشهر في منطقة أبي نؤاس وقمنا بتوزيع الكراءات الثلاثين في بقية المحافظات العراقية، في البصرة والناصرية وقسم منها في المحافظات الشمالية، وطلبنا من مجلس الوزراء ووزارة المالية تخصيصات أكثر لشراء الكراءات التي نحتاجها في المستقبل، نحتاج عدد أكبر من الكراءات. يجب أن نقوم بتنظيف الأنهر حتى نقلل من الهدر في مصادر المياه الموجودة في العراق وفي نفس الوقت نحتاج كراءات لتنظيف بحيراتنا من الترسبات ومن التآكل الموجود على بعض المناطق حول البحيرات أو السدود المشيدة.
مقدم البرنامج: سيادة الوزير، الجلسة معكم ممتعة وجميلة ونتمنى لو كان لدينا وقت أطول لنتبادل أطراف الحديث، كلمة قصيرة لقناة العراق الإقتصادية ومشاهديها.
د. لطيف رشيد: أشكركم وأتمنى لكم التوفيق، وباعتقادي الأمور الخدمية والتنموية والإقتصادية ضرورية جداً في العراق ويجب أن نهتم بها، العمل من أجل تحسين الوضع الخدمي والبيئي والتنموي والإقتصادي في العراق عمل جبار، نحتاج الى فترة طويلة ولكن يجب أن نأخذها بكل جدية، مع الأسف الشديد نعاني من نقص في جميع الخدمات وفي كافة المشاريع التنموية ولكن يجب أن نبذل جهداً أكبر ويجب أن نركز على تحسين الخدمات والتنمية في العراق الجديد بشكل أكثر وأفضل في المستقبل.
مقدم البرنامج: الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد وزير الموارد المائية، تحيةً وشكراً جزيلاً لك، وتحيةً وشكراً لكم أيضاً مشاهدينا لمتابعتنا، حتى نلتقي بحوار إقتصادي جديد نحييكم هنا من بغداد ودمتم في أمان الله.