مقدم البرنامج: تحية طيبة لكم مشاهدي قناة كردسات أينما كنتم وحلقة جديدة من برنامج المحور والتي نبحث فيها قضية إعادة وإنعاش وإحياء الأهوار العراقية وتنظيف مصبات ومجاري الأنهار العراقية أيضاً وكيف انعكست مشاريع وزارة الموارد المائية على البيئة العراقية في هذه المناطق والعراق عموماً وكيف انعكست أيضاً على الوضع الإجتماعي والإقتصادي لأهالي المنطقة الذين عادوا الى المنطقة فعلاً وذلك في حوار مباشر مع معالي وزير الموارد المائية العراقي المحترم الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد وزير الموارد المائية العراقي أهلاً بكم على شاشة كوردسات.

د.لطيف رشيد: أهلاً وسهلاً

مقدم البرنامج: دكتور هل نستطيع أن نقول بأن منطقة الأهوار العراقية أصبحت مهيئة بشكل كامل لعودة السكان اليها؟

د.لطيف رشيد: بدءاً أود التركيز على نقطة، منطقة الأهوار منطقة واسعة وكبيرة لاتقل مساحتها عن 20 الى 25 ألف كم2 وتحاتج الى فترة طويلة لإنعاش المنطقة بشكل جيد ومقبول، تجفيف المنطقة كان كارثة لأهالي المنطقة بالنسبة للبيئة والطبيعة، نحن بدأنا قبل فترة حوالي قبل سنة وكان قرارنا حاسماً بالتركيز على إنعاش وإعمار وتنمية منطقة الأهوار؛ لأن غمر المنطقة بالمياه ليس وحده كافياً، بالعكس غمر المنطقة بالمياه دون خطوات تنموية وعمرانية لن تشجع الناس على الرجوع الى مناطق عيشهم بشكل كبير وكما كان في السابق. عملية إنعاش وإعمار الأهوار بدأت ونحن مرتاحون لذلك، الآن ليس أقل من 40 الى 45% من المنطقة مغمورة بالمياه ونحتاج لفترة أطول لغمر المنطقة بشكل جيد ومناسب كي يرجع السكان الى مناطقهم ويعيشون عيشة أفضل مما كان عليه في السابق، نحتاج الى تنمية جيدة من ناحية الخدمات من نواحي عدة كالتعليم والصحة والمواصلات، ووزارتنا قامت بدور كبير من هذه الناحية وننسق مع كافة المؤسسات الحكومية كالوزارات الموجودة في الحكومة الحالية، وزارة الاشغال والبلديات وزارة الصحة وزارة التربية وزارة المواصلات وحتى وزارة النفط والوزارات الأخرى، لدينا تنسيق مستمر وكما تعلمون فقد اتخذنا في الوزارة قرار بتشكيل مركزاً لإنعاش الأهوار لدراسة الوضع في الأهوار وتقديم التوصيات من الناحية الفنية والإجتماعية وكذلك من الناحية البيئية حول كيفية القيام بعمليات إعمار وإنعاش المنطقة بشكل فني وجيد وملائم كي يتشجع الناس في العودة الى مناطق سكناهم السابقة، بدأ قسم من أهالي المنطقة بالرجوع الى المناطق الملائمة للعيش، وبالطبع ليست كل المشاريع التي فكرنا بها جاهزة للعمل هي تحتاج الى فترة ولكننا متفائلون وهناك تشجيع فيما يخص إعمار وتنمية المنطقة الجنوبية.

مقدم البرنامج: نعم معاليك، بالنسبة الى الوضع البيئي في العراق هل ظهرت بوادر تحسن البيئة في العراق بعد إنعاش الأهوار؟

د. لطيف رشيد: بدون شك، أنا زرت المنطقة قبل غمرها بالمياه وكانت صحراوية ولها سلبيات كثيرة على البيئة ليس في المكان نفسه بل على كافة العراق وحتى بعض دول الجوار، المساحة واسعة وكما قلت في البداية 20 ألف كم2 من البحيرات والمياه كانت جافة صحراوية ومالحة لم تكن تشجع أي حياة فيها، حتى الطيور والحيوانات هاجرت المنطقة ولكن برجوع المياه الى المنطقة والقيام بخطوات تنموية بدأت الحياة ترجع في بعض المناطق في الأهوار إضافة الى رجوع الثروة السمكية والطيور وتحسن البيئة بشكل جيد وكما قلت مركز إنعاش الأهوار في الوزارة يتابع العملية بشكل علمي فني مستمر والتنسيق مع الأطراف الأخرى.

مقدم البرنامج: الوضع الإقتصادي أيضاً بدأ يتغير بالنسبة لأهالي المنطقة الذين عادوا اليها، يحصدون القصب والبردي ويبيعونه ويصطادون الأسماك. ولكن ماذا تقول دراساتكم أنتم بالنسبة لهذا الوضع الإقتصادي الذي بدأ ينمو وبدأ إبن الهور الذي عاد الى الهور؟

د. لطيف رشيد: بدون شك الوضع الآن أحسن بكثير مما كان عليه في السابق وكما قلت عمليات تجفيف الأهوار كانت كارثة وجرم بحق أهالي المنطقة والشعب العراقي والطبيعة. التحسّن موجود في المنطقة ونحن نشجع الناس على الرجوع ولكن المنطقة تحتاج الى حملة تنموية جيدة من جميع النواحي، الصحية والبيئية والعمرانية، ونحن نخطط لتنمية المنطقة بقدرات عراقية وحسب تخصيصات الميزانية الموجودة من قبل الحكومة وكذلك هناك دعم دولي بالنسبة للإعمار أو إنعاش المنطقة الجنوبية من بعض المنظمات الحكومية والبعض الآخر غير حكومي وحتى الدول كإيطاليا وأمريكا واليابان مهتمون بإنعاش الأهوار لتأثيرها الكبير من الناحية البيئية والإجتماعية وحتى من الناحية التأريخية والثقافية، هناك إهتمام من عدد كبير من الدول بإنعاش الأهوار.

مقدم البرنامج: ماهي الإتفاقيات أو المشاريع وشكل التعاون الذي يربطكم مع هذه الدول التي تحدثتم عنها وخصوصاً منظمة البيئة العالمية؟

د. لطيف رشيد: في البداية قلنا أن لدينا مركز إنعاش الأهوار ومسؤوليتنا التنسيق الكامل مع جميع الأطراف المعنية بإنعاش الأهوار، حكومية غير حكومية داخلية أو خارجية المركز يقزم بدور التنسيق وإبداء التوصيات بخصوص عمليات إنعاش الأهوار، ولدينا بعض المشاريع التي ستنفذ من قبل وزارتنا ومشاريع أخرى ستنفذ من قبل جهات خارجية مثلاً إيطاليا لأن لديهم مشروع دراسة الوضع البيئي والصحي في منطقة الأهوار ولدى الامريكين أيضاً عدة مشاريع منها دراسة الوضع في نفس المنطقة والتخطيط لإنعاش الأهوار وكذلك بعض المشاريع الأخرى مثل مشاريع مياه الشرب والمجاري إضافة الى المشاريع الخدمية الأخرى.

مقدم البرنامج: نعم دكتور بدون مجاملة وزارتكم هي من الوزارات الكفوءة التي عملت وأنجزت مشاريع ضخمة جداً كما تحدثت لي أن هذه المساحات من المياه كبيرة لدرجة أنها قد تكون بمساحة إحدى المحافظات العراقية، ولكن رغم ذلك هناك بعض النواقص في الأمور مثلاً عاد الناس ولكن مشاريع مثل مشاريع الصحة والمدارس ناهيك عن الكهرباء والمحروقات غير موجودة حتى بأبسط أشكالها، ماذا فعلتم أعني خطوة فعلية للتعاون مع الوزارات الأخرى المختصة بهذا الأمر وخصوصاً الصحة والتعليم؟

د. لطيف رشيد: نحن لدينا خطة وتنسيق مع المؤسسات الحكومية وحتى مع المؤسسات غير الحكومية بالنسبة لتشجيع وتنمية وإعمار المنطقة الجنوبية، ولكن كما تعلمون الناحية الأمنية معرقل كبير لكثير من المجالات، عرقلة بالنسبة للعمل الميداني اليومي المستمر، لدينا مشاكل أمنية في كافة أنحاء العراق تقريباً ما عدا إقليم كردستان، ولذلك هذه هي عرقلة جدية في سبيل تحقيق إنجازات الوزارات. النقطة الأخرى تتعلق بالوضع الإقتصادي العراقي، نحتاج الى مبالغ هائلة لتنفيذ كافة المشاريع التنموية العراقية في فترة قصيرة، لذلك نحتاج الى فترة لتنفيذ المشاريع ونحتاج الى دعم مالي كبير لتنفيذ كل المشاريع وتحسين الوضع الأمني في العراق.

مقدم البرنامج: نعم دكتور أهمية مصادر الأنهار العراقية، أهمية هذه الأهوار، أهمية الأنهار العراقية التي تصلح مياهها للشرب، أهمية هذه المصادر مستقبلاً؟

د. لطيف رشيد: أهمية الماء معلومة لدى الجميع، أساس الحياة بني على وجود المياه ولن يحصل أي تطور وأي إزدهار بدون وجود كميات كافية من المياه. من ناحية نحن كعراقيين محظوظون لدينا أنهر وفروع للأنهر وبحيرات فضلاً عن ثروة المياه الجوفية نستطيع استغلالها ليس فقط للشرب ولكن للزراعة والسياحة وتنمية الثروتين السمكية والحيوانية، ولكن نحتاج الى خطة فنية علمية لدراسة الوضع المائي والإهتمام بإدارة المياه والمياه الموجودة في العراق، كما تعلمون فإن معظم مصادر المياه في العراق تأتينا من دول الجوار، مصادر خارجية من تركيا وسوريا وإيران وقسم منها من الأردن وقسم قليل من المملكة العربية السعودية، المصادر الرئيسة للمياه العراقية تأتي من خارج العراق، ولذلك يجب أن تكون لدينا إتصالات مع دول الجوار وأن نحاول معهم التوصل الى اتفاق يضمن تقاسم المياه بشكل عادل ومنصف وكذلك يجب أن نتبادل المعلومات الفنية الخاصة بالوضع المائي ونطلب منهم مساعدتنا كي نحصل على حصة جيدة من المياه التي نحتاجها في العراق، لا أخفي عنكم أن كمية المياة في نهر الفرات أقل بكثير عما كانت عليه في السابق قبل بناء السدود على النهر من قبل تركيا وسوريا. بدأنا نحن بالإتصالات مع دول الجوار كي ننسق ونتبادل المعلومات حول الوضع المائي في المنطقة ونطلب منهم حلاً معقولاً وعادلاً لتقاسم أو توزيع المياه بشكل منصف بين الجميع في المنطقة.

مقدم البرنامج: دكتور هل حصلت هناك إتفاقات بينكم وبينهم، بين هذه الدول وبينكم، أم لا تزال المباحثات جارية في هذا السياق؟

د. لطيف رشيد: الإتصالات جارية والمباحثات جارية ولكن لم يحصل إتفاق نهائي ولدينا عدة لقاءات مع الجمهورية الإسلامية في إيران ومع تركيا وكذلك لدينا برنامج للإتصال بالأخوة في سوريا كي نصل الى إتفاق عادل وفني بالنسبة لإدارة وتوزيع المياه في المنطقة.

مقدم البرنامج: في ظل وجود هذه المشاكل مع هذه الدول التي تأتي منها أنهار العراق، هل هنالك مشاريع داخلية ومحلية لاستثمار الأنهار أو المنابع المائية التي داخل الأراضي العراقية؟ إستثمار وتنمية لهذه المصادر.

د. لطيف رشيد: نعم بدون شك، أولاً دعنا نركز على مهمة وهي أن معظم المشاريع الإنمائية والتنموية في العراق صار فيها إهمال كبير من عدة سنوات ولا أبالغ إذا قلت من عشرات السنين، لم يكن هناك أي إهتمام بإدارة المياه، تشغيل وصيانة المشاريع الإروائية والمشاريع الإنمائية غير موجودة تقريباً، وضع الأنهر في حالة سيئة من الناحية البيئية والتلوث ومن ناحية الإدارة وتنظيف المجاري المائية. نعم بدأنا ندرس أولاً الإهتمام بتشغيل وصيانة كافة المشاريع القديمة والجديدة، ثانياً الإهتمام بإدارة المياه من ناحية توزيع واستغلال والإستفادة من مصادر المائية، ثالثاً لدينا خطة لعمل مشاريع جديدة قسم منها بناء سدود قسم منها تبطين القنوات وقسم آخر هو إستغلال المياه الجوفية، كل مشاريعنا مدروسة ويجب أن نتبع خطة فنية لاستغلال والحفاظ على المياه في العراق بشكل أفضل، طموحاتنا كبيرة وجيدة ونأمل أن ننفذ قسم من طموحاتنا في المستقبل القريب، مثلاً بدأنا ببناء عدد من السدود الصغيرة خاصة في منطقة إقليم كردستان ولدينا برنامج لبناء سدود صغيرة في المنطقة الغربية ولينا مشروع لبناء سدود كبيرة قسم منها في المنطقة الكردية وخاصة سد بيخمة وسد باسرة نحن مهتمون بها وهي جداً ضرورية لحفظ المياه ولتوليد الطاقة الكهربائية والأشياء الاخرى كالسياحة والزراعة وشبكات الري، هذه المشاريع المهمة والضرورية في العراق نأمل في إنجازها أو البدء في العمل بها لأن قسم منها تحتاج الى فترة طويلة لإنجازها بشكل كامل.

مقدم البرنامج: نعم دكتور شيء بسيط ماذا عن تنبيه أهالي منطقة الأهوار وهذه المناطق التي أعدتم اليها الحياة، تنبيهم لأهمية هذا الوضع ولأهمية أن يقدروا وأن يتعاونوا مع وزارتكم وحتى مع العشائر الموجودة في المنطقة لحماية الكوادر التي تذهب للمنطقة وتعمل في صيانة هذه المشاريع أو تقدم لهم المشاريع؟

د. لطيف رشيد: نحن نريد التعاون مع كافة الأطراف المعنية بالوضع المائي أو حتى الزراعة وحتى توزيع المياه في أراضيهم، وطبعاً نحن مهتمون بالوضع الموجود الأهوار وكل ما نطلب منهم هو التنسيق والإتصال مع المسؤولين في وزارتنا أو في الوزارات الأخرى كي نساعدهم، نحن ليس هدف آخر سوى مساعدة أهالي المنطقة وتقديم الخدمات لهم، كل ما نطلبه هو الإتصال حتى إذا ما وجدت مشكلة أو أية إستفسارات نقوم بواجبنا تجاهها.

مقدم البرنامج: معاليك هناك مسألة أخيرة نود أن نبحثها مع سيادتك وهي تلوث بعض أنهر البصرة ومنطقة الأهوار في محافظة ميسان جرّاء غرق سفن عسكرية في هذه المناطق ثناء الحرب العراقية الإيرانية، بحيث باتت تسد مصبات الأنهار الصغيرة وتسبب تلوثاً في هذه الأنهار وهذه المياه التي أعيدت، ماهي مشاريعكم بالنسبة لهذه المسألة؟

د. لطيف رشيد: التلوث مشكلة كبيرة في العراق في جميع المجالات وخاصة في مجال مصادر المياه والأنهر، الجداول والقنوات، بدون مبالغة كلها تحتاج الى تنظيف ومعظم الفضلات هي من المدن والمعامل حتى المستشفيات كل الفضلات تدخل الجداول والأنهر العراقية، هذه تحتاج الى علاج جذري بأسرع وقت ونأمل في المستقبل أن نتمكن من دراسة الحالة الصحية ووضع الأنهر والجداول ومصادر المياه مع الأطراف المعنية الأخرى كي نقوم بمعالجتها. معظم المدن العراقية تحتاج الى قنوات مجاري أفضل خاصة وأن الكثير منها غير موجود أصلاً او بحالة سيئة، نحتاج الى قنوات مجاري ونحتاج الى تجميع الفضلات من المعامل والمستشفيات في أماكن معينة كي يعاد تدويرها بالطرق الفنية والعلمية وكذلك الإهتمام بتنظيف مجاري الأنهر والمياه ومصادرها. من جانبنا طلبنا عدداً كبيراً من المعدات كالكراءات لتنظيف الأنهر والبحيرات من الفضلات كما أشرت سابقاً، نعمل في المستقبل على إستلام هذه المعدات كي نقوم بواجبنا في تنظيف مجاري المياه والبحيرات والأنهر العراقية.

مقدم البرنامج: أحبتي كنتم مع برنامج المحور في حوار مع معالي وزير الموار المائية العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد وشكراً على حسن المتابعة والى اللقاء.