عبد اللطيف جمال رشيد

24 آب 2003

قد لا تبدو الأمور على حقيقتها عندما ننظر الى المذبحة التي حصلت في الأسبوع الماضي، ولكن لاتزال هناك فرصة في العراق لبناء دولة مسالمة ومستقرة، والتراجع عن الأخطاء التي اقترفت خلال القرن الماضي؛ عندما تم تقسيم العراق الى دول من قبل دول الاحتلال بعد الحرب العالمية الأولى.

انا كردي والتقسيم بالنسبة لي كان وعلى الدوام مسألة مؤلمة، الكرد همشوا وحرموا من عوامل القوة في النظام العالمي الجديد الذي بني على أساس الدولة القومية وتهم تهميش الكرد سياسيا وجغرافيا. اجبرنا على محاربة الأنظمة العراقية المتعاقبة للحفاظ على ثقافتنا وكرامتنا ولتوفير لقمة العيش. في الأسبوع الماضي شهدنا اعتقال اكثر الناس الذي أوقع الشر بنا وهو علي حسن المجيد المعروف بـ علي الكيمياوي لاستخدامه الوحشي للأسلحة الكيميائية ضد شعبي.

ولكن هذا الامر يتجاوز الكرد ويمس الأمة العراقية، أولا على الأمريكيين أن يعوا بأنهم أن أرادوا تحقيق السلام فعليهم ان يعطوا للعراقيين دورا في حفظ أمنهم شاءوا ذلك أم أبوا.

الآن يتم مهاجمة الأمريكيين من قبل قلة من العراقيين، حفنة من الأشخاص والمتطرفين في التنظيمات الإرهابية، بينما تبقى الأغلبية العراقية تراقب الوضع، عليه أعطوا العراقيين دوراً في حفظ الأمن وسيشعرون آنذاك بأن الموالين للنظام السابق يهاجمونهم ويتعرضون لرفاهيتهم.

ككرد نحن ممتنون بعمق للحلفاء لقيامهم بتخليصنا من صدام والقاء القبض على اشخاص مثل علي الكيمياويـ عليهم الان ان يتأكدوا من أن القوى الحاقدة والرجعية لم تعد قادرة على الوصول إلى السلطة، واستخدام هذه القوة في السعي وراء تبني وتنفيذ السياسات العنصرية والإبادة الجماعية.

الطريقة الوحيدة لضمان أن شخصيات بشعة كصدام حسين لا تصل مرة أخرى للحكم وتنتهي الى مزبلة التاريخ هي من خلال تبني نظام تمثيلي للحكم يكرس ويحفظ حقوق جميع الشعوب.

نحن كرد ولكننا أيضا عراقيون وشركاء كاملين في المجتمع السياسي العراقي، ونعتقد أن حكومتنا في كردستان العراق هي بمثابة تذكير للعالم أنه يمكن للعراقيين أن يعيشوا بحرية ومن دون أن تكدر حياتهم بالإرهاب والقمع، وأنهم يقرّون ويدعمون المبادئ الديمقراطية والفيدرالية وحقوق الإنسان والعدل.

نحن كعراقيين مقبلون على مستقبل مثير وجديد، ولكن علينا أن ندير أمورنا بعناية ونحتاج إلى المساعدة في المراحل الأولى، العراق بحاجة إلى إصلاح البنية التحتية والمجتمع.

لقد كان المجتمع الدولي شريكاً ملتزما مع المعارضة العراقية، وبالتأكيد مع الكرد، ولكننا بحاجة إلى تناط الثقة بنا لإدارة شؤون بلادنا، وأن لا يتم التعامل معنا كالأطفال المشاغبين.

نحن كعراقيين فخورون ومن المهم أن تناط بنا سلطة اتخاذ القرارات التي تمس حياتنا بالدرجة الأساس والأهم من ذلك القرارات التي تمس حياة أبنائنا.