المياه الراجعة مصدر رئيس لتلوث الأنهر وزيادة معدلات الملوحة
د.عبد اللطيف جمال رشيد
وزير الموارد المائية
يتميز العراق بوجود العديد من الانهار والروافد المشتركة مع دول الجوار وهي نهر دجلة وروافده (من تركيا وإيران وداخل العراق) ونهر الفرات ويشترك في حوض تغذيه كل من تركيا وسوريا. تسعي دول اعالي حوضي دجلة والفرات الي اقامة مشاريع للري لتخزينها بما يؤثر علي الواردات المائية لداخل العراق ويسبب لنا نقصا شديدا فيها كما ونوعا. ان الموارد المائية في العراق هي :-
1- موارد مائية سطحية : وتشمل حوض نهر دجله وروافده ومعظمها من خارج العراق ففي تركيا انشئت سدود علي روافده الرئيسية (باطمان ) و (كارزان) وتصب فيه علي الضفة اليسري عدة روافد تشكل الجزء الرئيسي من ايراداته المائية كما ان بعض الانهر الحدودية مع ايران تصب اما في نهر دجله او في الاهوار.
اما نهر الفرات فله فرعان في تركيا هما (فرات صو) و (مراد صو) ثم يدخل الأراضي السورية ويصب فيه رافد الساجور علي الضفة اليمني وثم البليخ الخابور علي الضفة اليسرى.
اما شط العرب فيتكون من نهري دجلة والفرات وله رافدان هما (كارون) و(الكرخة) وكلاهما ينبعان من داخل ايران . ان مياه شط العرب تتاثر بظاهرة المد والجزر حيث تروي الاراضي الزراعية والبساتين علي جانبيه من خلال هذه الظاهرة. ان ورود مياه مالحه بسبب ظاهرة المد تحتاج الي توجيه مياه عذبة نوعا ما من ايرادات نهري دجلة والفرات لتحسين نوعية مياه الشط لارواء الأراضي بشكل افضل.
2- المياه الجوفية :- لاغراض الاستثمار طويل الامد يفضل استعمال مقدار امن من المياه الجوفية الذي يضمن ثبات منسوب الطبقة المائية لفترة طويلة حيث تشكل المياه الجوفية نسبه لا باس بها من مصادر المياه وهي بمنأي عن التأثيرات الخارجية وبألامكان استشمارها ستراتيجيا لمختلف الاغراض بما فيها الزراعيه وتأمين مياه الشرب وبخاصة في المناطق النائية البعيدة عن مصادر المياه السطحية او للاغراض الصناعية وان هذه المياه تستغل حاليا في مواقع عديدة حيث تستثمر للأغراض الزراعة وتامين مياه الشرب الضرورية في المواقع النائية.
نوعيه مياه نهري دجله والفرات
تشكل المياه الراجعة من الاستخدامات الزراعية والصناعية والمدنية مصدرا رئيسيا في تلوث مياه الانهر من خلال زيادة نسبه الاملاح والعناصر الثقيله اضافة الي التلوث البكتيري .
ان التطور السريع والواسع في اعالي النهرين وخاصة نهر الفرات في كل من تركيا وسوريا ادي الي تردي نوعية المياه. ان الجانب التركي وبسبب وضعه المادي لم ينجز تطوير المساحات المستهدفة علي نهري دجله والفرات لغاية سنة ( 2006) عدا مساحات محدودة اثرت علي نوعيتها وخاصة نهر الفرات ومساحات صغيرة علي نهر دجلة.
موقف منشآت السيطرة في العراق للوضع الحالي والمستقبلي :
المقصود بمنشآت السيطرة هي (السدود والخزانات والسدادات القاطعة للانهر) وهذة السدود لها طاقات خزنية تؤمن المياه للمشاريع الاروائية وتوليد الطاقة الكهرومائية ويمكن تسميتها (سد دوكان، سد دربنديخان، سد الموصل، سد حمرين، سد العظيم) وهناك بحيرة الثرثار وتستغل لاغراض الفيضان.
الوضع المستقبلي لمنظومة السدود والخزانات :
هنالك عدد من السدود والكبيرة هي في دور الدراسات واعداد التصاميم اهمها سد بخمة علي الزاب الكبير، سد بادوش علي نهر دجلة، سد منداوه علي الزاب الكبير، سد الخازر علي نهر الخازر، سد طق طق علي الزاب الصغير، سد البغدادي علي نهر الفرات وجميعها تولد الكهرباء اضافة الي خزن المياه للمشاريع الاروائية.
الطاقة الكهرومائية :
ان الطاقة الكهرومائية الحالية والمشيدة علي الخزانات القائمة قد ساهمت وبشكل كبير في رفد المنظومة الكهربائية للعراق وخاصة في الاوقات الحرجة التي تتعرض لها شبكات الطاقة الكهربائية.
كما وان السدود المذكورة في اعلاه عند انجازها ستضاف طاقتها الكهرومائية الي الطاقة الحالية ونعمل حالياً للاسراع في انشائها لاجل تحقيق الغاية المطلوبة منها في تأمين المياه للمشاريع الاروائية إضافة الي الطاقة الكهرومائية.
الاحتياجات المائية الحالية والمستقبلية
ان المساحة الإجمالية المتاحة للارواء تبلغ (22.86) مليون دونم (لاتشمل الاراضي الديمية) ووفق المنظور الفني والاقتصادي لها فأن تغطية المساحة المذكورة بشبكات الري والبزل تعتمد علي مدي توفر المياه سيما وان هناك خططا واسعة لاستخدام المياه من قبل دول المنبع في ضوء الاستخدام غير المنصف الجاري من قبل الدول المتشاطئة لأحواض الانهر المشتركة مما يؤثر تأثيرا كبيراً على المساحات الاروائية في العراق ليؤمن الاحتياجات الزراعية وبما يحقق جزءا من الامن الغذائي.
التوقعات المستقبلية للايرادات المائية ونوعها
ان توقعات الموارد المائية لغاية سنة الهدف (2015) ستتأثر تأثيرا واضحا فيما يرد من المياه للأنهر الفرات وعمود نهر دجلة والزاب الكبير والزاب الصغير ونهر العظيم ونهر ديالى.
إن نوعية المياه المتوقعة ورودها الي العراق ستتأثر بأعمال الاستصلاح وانشاء السدود المقامة في كل من تركيا وسوريا حيث ستطرأ بعض الزيادة وبالطبع فانها ستؤثر علي العملية الزراعية اذ ستبلغ الملوحة في مياه نهر الفرات ضعف ماكانت عليه في عام (2006) وفي نهر دجلة ستبلغ اكثر من 65% مما هي عليه في عام (2006).
الاجراءات المتخذة والمطلوبة مع دول الجوار
ونظرا لان وضع العراق الجغرافي باعتباره دولة المصب يضعه في موقف حرج ويتأثر سلبا بإجراءات الدول الواقعة اعلى مجري النهرين وتؤثر على كمية الإيرادات الواردة الي العراق.
لقد سعى العراق ومنذ وقت مبكر مع الدول المتشاطئة للدخول في مفاوضات ثلاثية بغية التوصل الي اتفاق يضمن الحصص المائية للعراق طبقا لقواعد القانون الدولي والاتفاقات الثنائية الا ان كل ذلك لم يثمر الي نتيجة لحد الآن.
ومن النشاطات المتخذة:-
1- مع ايران - وعلي هامش زيارة رئيس الوزراء تم عقد اجتماع مع وزير الطاقة الايراني وتم التوصل الي اتفاق لتشكيل لجنة لحل المشاكل الجارية بخصوص الأنهر المشتركة ونحن بانتظار تحديد الموعد المحدد.
2- مع تركيا لقد جرت عدة زيادات واخرها عقد اجتماع مع وزير الطاقة التركي واتفق علي إعادة الثقة وتبادل المعلومات ولاتزال الاتصالات مستمرة لاجتماع اللجنة الثلاثية (تركيا، سوريا، العراق).
3- مع سوريا تم عقد اجتماع علي مستوي الوزراء في عام 2005 واخيرا في عام 2007 علي هامش زيارة السيد رئيس الجمهورية وابدي الجانب السوري ترحيبه بخصوص فتح القنوات كافة وتبادل المعلومات واعادة تفعيل اجتماع اللجنة التنسيقية بين البلدين تمهيدا لانعقاد الاجتماع الثلاثي.
4- تم استدعاء السفراء / في العراق المعينين بخصوص مشروع سد (اليسو) الذي يقام علي نهر دجلة وابلاغهم حجم الاضرار التي تصيب العراق جراء انشاء السدود علي نهر دجلة دون التشاور المسبق.
5- تمت مفاتحة الشركات النمساوية والسويسرية والالمانية لتوضيح الموقف العراقي حول الانعكاسات السلبية جراء الاستخدام المنفرد لايرادات نهر دجلة في تركيا جراء انشاء سد (اليسو).