نظمت جمعية البيئة والصحة العراقية في المملكة المتحدة مؤتمرا علميا في 16 شباط 2020 تحت عنوان "معالجة وتدوير النفايات في العراق بين متطلبات حماية البيئة والصحة وفرص الاستثمار" استمر لمدة يوم واحد في جامعة (UCL) في لندن بحضور أكاديميين وخبراء وباحثين عراقيين من المهتمين بشؤون معالجة وتدوير النفايات وممثلي الجمعيات العراقية في المملكة المتحدة ومشاركة اعضاء في مجلس النواب العراقي وابناء الجالية العراقية وعدد من طلبة الدراسات العليا في بريطانيا.
والقى الدكتور عبداللطيف جمال رشيد وزير الموارد المائية العراقي الأسبق، محاضرة في المؤتمر بعنوان "ادارة واعادة تدوير النفايات في العراق، الاولوية للبيئة والصحة وتوفير فرص العمل الاستثماري"، تطرق فيها الى مشكلة النفايات المائية ومياه الصرف الصحي في العراق، حيث أكد ان الماء هو اهم مصدر للحياة وان الخلل في معالجة مشكلات المياه في العراق لا يقتصر على نقص المعلومات او انعدام الخطط والبرامج العلمية التي قدمها عدد كبير من العلماء العراقيين من داخل البلد وخارجه والخبراء الاجانب كما انها ليست مشكلة علمية او فنية، وانما الخلل يكمن في الاداء والادارة والتنفيذ وضعف دور السلطات التشريعية والتنفيذية.
واضاف ان تلوث المياه له اثار خطيرة على تغيير خاصية ونوعية الحياة الطبيعية، ويحدث هذا التغيير على مصارد المياه المخزونة في العراق (بحيرات صناعية) والانهار وآبار المياه وحتى مياه الامطار وتصبح غير صالحة للاستعمال والاستخدام البشري.
ولفت رشيد الى ان موارد المياه في العراق تعاني من مشكلات جمة مثل عدم وجود نظام صرف صحي مناسب او جيد، فضلاً عن عدم وجود نظام توزيع عصري لمياه الشرب ونقص في محطات تنقية وتحلية المياه ومعالجة وتصفية المجاري.
واشار الى ان هناك نوعين من التلوث الاول عضوي والثاني غير العضوي، لافتاً الى ان التلوث الصناعي من المصادر الرئيسة للتلوث، وهو يمثل نسبة كبيرة من التلوث الحاصل في مياه الخزانات ومياه الانهار، وحتى البحار، نظراً لان الصناعات المختلفة لها تاثير خطير على تلوث البيئة والمياه.
واشار الى ان مياه الصرف الصحي والمجاري لها نتائج خطيرة ومدمرة على عكرة المياه (نظافة المياه)، حيث يتم صب او توجيه معظم منافذ الصرف الصحي والمجاري نحو خزانات المياه والانهار، وهذا له تأثير سلبي على المياه الجوفية ايضاً.
وسيكون لها اثار سلبية دائمة على نوعية المياه والموارد المائية حيث تشغل مياه الصرف الصحي المستخدمة في المطابخ والمصانع ودورات المياه ومحطات والوقود، وغيرها نسبة 90% من المياه والبقية تتكون من التربة والمواد الكيمياوية وفي بعض الاحيان هذه تحتوي على زيت كربوهيدرات وحوامض واشياء اخرى غير مقبولة.
وتناول في جانب آخر من محاضرته التلوثات الناتجة عن الزراعة والري، الذي قال انه ينتج جراء استخدام المواد الكيمياوية، في الاسمدة والمبيدات الحشرية، والمواد الكيمياوية الاخرى التي تستخدم كاسمدة للمنتوجات الزراعية.
مشيرا الى وجود انواع اخرى من التلوث منها العسكري، السائد في العراق الناجم عن التحركات العسكرية والقتال وفي بعض الاحيان، الذي استخدم فيه اليورانيوم المنضب والمواد الكيمياوية والتلوث الناجم عن تسرب الغاز والنفط، الذي يؤثر بنحو مباشر على المناطق القريبة من آبار النفط وخزانات الوقود، الذي قال انه يخلف اثاراً جسيمة على صحة الانسان ويؤدي الى تفشي امراض التيفوئيد والسرطان والكوليرا وامراض الجلد وخاصة بين الاطفال والفئات العمرية الاخرى.
ودعا الدكتور رشيد في ختام محاضرته الى اجراء مسح لتحديد الخطوات والبرامج التي يمكن توظيفها والاستفادة من بعض المشاريع قيد الانشاء، مثل مشروع الكرخ ومشروع شرق دجلة وبعض المشاريع الحكومية الاخرى.
واصدار بعض التشريعات المطلوبة عبر اشراك برامج عالمية لمعرفة التنقية والخبراء التقنيون للتشاور حول هذه التشريعات وتخصيص الاموال المطلوبة لتحسين شبكات مياه الشرب والصرف الصحي والتعقيم، والتعاون بين العراق ودول الجوار بشأن تقاسم المياه لمكافحة التلوث.
الصباح الجديد
11 آذار 2020