مقدِّم البرنامج: في البداية نود أن تعلمنا بحالة السد فى الوقت الحاضر؟

د. لطيف رشيد: يعتبر سد الموصل من أهم المشاريع فى العراق، وهو أكبر سد ويشتمل على أكبر خزان مائي فى العراق حتى الآن. وهو مهم من الناحية الستراتيجية حيث يجمع المياه فى الخزان لكي يتم توزيعها فى الموسم الزراعي، ويعتبر سد الموصل مهم جداً من حيث انتاج الكهرباء أيضاً حيث تصل طاقته التوليدية الى ألف ميغاوات، الصيد والسياحة إضافة الى تأثيره البيئي الجيد. بني سد الموصل فى أوائل الثمانينات بركائز أساس جبسية، هذه الأساسات بدأت بالتآكل منذ بداية انشاء السد؛ بسبب عوامل أهمها ضغط المياه.

مقدِّم البرنامج: هل تعتقد أن هناك ما يكفى من المال يتم انفاقه فى الوقت الحاضر لصيانة السد والإبقاء عليه فى حالة جيدة؟

د. لطيف رشيد: عندما توليت منصب وزير الموارد المائية، كنت شديد القلق إزاء الصيانة وحالة السد. وقد قمنا بزيارات عدة للموقع مع خبراء و تقنيين. وطلبنا منهم إجراء فحص كامل وتقديم تقرير عن حالة التآكل في السد وحالة صيانة وتشغيل السد,هذه التقارير أوصت بتعزيز بعمليات الحشو لتعويض ما قد تآكل تحت جسم السد. فى بداية مهمتى كوزير كنا نمتلك آلة أو آلتين للحشو. واليوم لدينا ما يقارب الثلاثين آلة تعمل أربعاً وعشرين ساعة مع كل التجهيزات التى تحتاجها. تجري عمليات الحشو حالياً بشكل صحيح و بتنظيم جيد.. وعلاوة على ذلك اتخذنا اجراءات أخرى كخفض مستوى المياه فى السد ورصده من جميع الزوايا كما يتواجد معنا فريق من الخبراء الدوليين لمراقبة وتقديم توصيات بشان حالة السد.

مقدِّم البرنامج: في الآونة الاخيرة، قام إرهابيون بتفجير ونسف الجسر المؤدي الى طريق السد، هل تعتقد ان هذا سبّب ضعفاً في السد؟

د. لطيف رشيد: لا، لم يكن ذلك قريب جداً من السد. بل كان على إحدى الطرق المؤدية الى السد، والأضرار لم تؤثر على السد أو المرافق القريبة منه.

مقدِّم البرنامج: ما الذي ممكن أن يحدث إذا قام الارهابيون بتفجير السد بشاحنة مفخخة؟

د. لطيف رشيد: لا أعتقد أن هذا سيكون له أثر كبير، وآمل أن لايحدث ذلك أبداً. وقد اتخذنا كل الاحتياطات من وجهة نظر السلامة والأمن ومن الناحية التقنية. ولا أعتقد أن هناك امكانية وصول شاحنة الى السد، كما اننا نتخذ تدابير أخرى لست مخولاً فعلياً باستعراض كل منها. عموماً، تتم ملاحظة وإدارة السد بشكل جيد.

مقدِّم البرنامج: يعتبر السد مهم جداً من ناحية انتاج الكهرباء و السياحة، كما أنه مهم جداً من الناحية الاقتصادية و إمداد المياه، هل لديك خطط ومشاريع لإقامة سدود أخرى فى العراق؟

د. لطيف رشيد: يجب بناء عدة سدود في العراق، وهذا موجود في برنامج الوزارة هذا العام، على أمل ان نبدأ ببناء ثلاثة سدود جديدة. ليست بالضرورة أن تكون مشابهة لسد الموصل، فبعضها أصغر من هذا السد والبعض الآخر مختلف من الناحية التقنية، فضلاً عن السدود ذوات الإستخدام المختلف. ولكن نعم، برنامجنا يتضمن بناء عدة سدود، كبيرة ومتوسطة وصغيرة الحجم. إننا بحاجة الى بناء هذه السدود لجمع المياه و لحفظها وخزنها وتنظيمها بشكل جيد في عمليات الري. وكما تعلمون فى العراق لا توجد أمطار على مدار السنة، الأمطار لدينا موسمية فقط، لذا نحتاج هذا المياه في عملية الرى ولتوفيرها فيما يتعلق بجوانب أخرى من الحياة. لأن المياه وكما تعلمون، هي سلعة نادرة فى الشرق الأوسط، لذا علينا حقا إدارتها بشكل سليم.

مقدِّم البرنامج: هل تشعرون بأنكم تحصلون على الدعم الكافي من الحكومة المركزية أو من الأمريكان في هذه المشاريع؟

د. لطيف رشيد: نعم، اعتقد بأننا نحصل على دعم كافي قدر المستطاع، كما أن لدينا ميزانية جيدة وفنيين جيدين وكفوئين، وقد عملنا من أجل الحصول على المساعدة من الأمريكان من الصندوق الذي خصص أموالاً من الكونجرس الامريكي. في هذه الأيام، نحن على اتصال مع شركات ووزارات مختلفة في الولايات المتحدة.

مقدِّم البرنامج: سؤال أخير حول المياه بصفة عامة وليس فقط السدود. هناك مشكلة كبيرة في الحصول على المياه في مدينة كبيرة بحجم بغداد، وأيضاً مشكلة في معالجة مياه الصرف الصحي و خطوط أنابيب المياه، هل تستطيع أن تخبرنا بالبرامج الحالية بشأن هذا الموضوع؟

د. لطيف رشيد: دعنى فقط أوضح نقطة مهمة، الماء مسؤوليتنا وادارة المياه مسؤوليتنا،وجمع المياه أيضاً من مسؤوليتنا، فضلاً عن السدود الكبيرة وشبكات الرى والصرف فهي من مسؤوليتنا كذلك. لكن توزيع المياه على البيوت ليست مسؤوليتنا. وهي تعود لأمانة بغداد ومختلف الحكومات المحلية، ولكن من الواضح أن لدينا خطة بشأن هذا الموضوع. للأسف فإن العراق كان يفتقرالمشاريع وأعمال الصيانة في الخمسة وثلاثين الى أربعين عاماً الماضية؛ ولذا فهناك مهمة كبيرة أمامنا، لكننا بدأنا، وأعتقد أن معظم الوزارات ذات الصلة بالخدمات والتنمية تمتلك المزانية الكافية لدعم هذه المشاريع، كما أن الحكومة تسعى لتحفيز مختلف الادارات المحلية للبدء فى تنفيذ المشاريع.