نقدم لكم احر التهاني بمناسبة الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس حزبكم، مجددين اعتزازنا بالدور الوطني الريادي الذي مارسه الحزب الشيوعي في سائر ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، وباسهامه المعروف والفعال في مسيرة النضال الوطني والديمقراطي في بلادنا. وننظر بعين الاجلال للتضحيات الجسام التي قدمها الشيوعيون العراقيون، وللمثال الملهم الذي جسده شهداء حزبكم الاماجد في كفاح شعبنا من اجل الحرية والسلم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

ونُشيد، في الوقت نفسه، بمواقف حزبكم في سائر الميادين السياسية والاجتماعية، وهي المواقف التي تتسم بالروح الوطنية، والنضج السياسي والفكري ووضوح الرؤية، والشعور العالي بالمسؤولية تجاه قضايا ومصائر الشعب والوطن.

في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا يستعد ابناء شعبنا وقواه واحزابه السياسية لخوض العملية الانتخابية، وانطلاقا من مسؤوليتنا الدستورية وموقفنا الوطني نؤكد على ضرورة تهيئة افضل الاجواء للمشاركة الواسعة، وضمان مهنية ونزاهة وشفافية الانتخابات، آملين التزام كل القوى السياسية بالدستور نصا وروحاً، وسعيها الى مواصلة العملية السياسية على اساس الديمقراطية، وتوجيه الطاقات نحو تحقيق طموحات شعبنا بسائر اطيافه لاقامة الدولة المدنية التي تعزز النظام الديمقراطي الاتحادي، وتحقق الرفاه الاجتماعي لكل المواطنين دون تمييز، وتصون الاستقلال والسيادة الوطنية، وتضع العراق في المكانة اللائقة به اقليميا ودوليا.

ان التضحيات الجسام التي قدمها ابناء شعبنا، من القوات المسلحة والبيشمركة والحشد الشعبي والمتطوعين المحليين، في الحرب على الارهاب والانتصارات المتحققة، بدعم من الحلفاء والاصدقاء، تدفعنا الى التأكيد على انه لا يمكن انجاز السلم من دون مواصلة المعركة ضد الفلول والخلايا النائمة من عصابات داعش، وتصفية حواضن الارهاب، وتجفيف منابعه الفكرية والمالية، وإلحاق الهزيمة النهائية به.

ويكتسب اهمية استثنائية، في هذا السياق، ضمان اعادة اعمار المدن والمناطق المحررة، وتوفير شروط ومستلزمات عودة المهجرين والنازحين الى ديارهم، والمباشرة الجادة بالمصالحة المجتمعية.

وفي الظروف الراهنة، حيث تتباين التصورات والمواقف، تفرض علينا مسؤوليتنا الدستورية والوطنية الدعوة الى ضرورة الالتزام بالدستور كأساس لاية خطوة او اجراءات في ما يتعلق بالحوار بين حكومة اقليم كردستان والحكومة الاتحادية. واننا نؤكد، بهذه المناسبة، استمرار مساعينا من اجل التوصل الى الحلول التي تُعمق علاقات الاخوة التاريخية بين مكونات شعبنا، ومواصلة الحوار السلمي البناء لحماية التجربة الديمقراطية، وتعزيز مكاسبها لجميع المواطنين دون تمييز.

السيدات والسادة الكرام

ان التحديات الخطيرة التي تواجهها بلادنا تتطلب من سائر قوى شعبنا تجسيد الشعور الوطني والمسؤولية التضامنية من اجل تحقيق الاهداف السامية، متمثلة بإلحاق الهزيمة النهائية بالارهاب، وصيانة السيادة الوطنية، وتحقيق السلم المجتمعي، وبناء العراق الديمقراطي الاتحادي الموحد الذي تتحقق فيه العدالة الاجتماعية. واننا لمفعمون ثقة بأن حزبكم سيواصل اسهامه الفعال من اجل انجاز هذه الاهداف السامية.

وكل عام وانتم بخير وسلام..