سادتي المشاهدين الكرام يسرنا أن يكون معنا وزير الموارد المائية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد في برنامج لقاء خاص من قناة الفرات الفضائية فأهلاً ومرحباً بكم معالي الوزير.

د.لطيف رشيد: أهلاً وسهلاً وشكراً.

مقدِّم البرنامج: إبتداءً أريد أن توضحوا للأخوة المشاهدين أسباب شحة المياه في العراق بالرغم من أن العراق يمتلك نهرين كبيرين هما دجلة والفرات.

د.لطيف: يمتلك العراق نهرين كبيرين وعدد من الأنهر الأخرى، بالإضافة الى عدد من المسطحات المائية وكذلك بحيرات وفروع أنهر، هناك عدة أسباب لشحة المياه، أولاً شحة المياه في العراق للوقت الحاضر ليست فقط في العراق، بل في كافة المنطقة من باكستان الى أفغانستان مروراً بإيران وتركيا وسوريا إلى العراق.. السبب الرئيس بالنسبة للوضع الحالي لقلّة المياه في الموارد المائية في الخزانات والأنهر، السبب الرئيس وبصراحة هو قلّة الأمطار في السنة الحالية أي الشتاء الماضي. نحن في العراق لدينا كميات لا بأس بها من الأمطار في كل سنة، معدّل الأمطار في السنة الحالية كان أقل من ثلث المعدّل العام، خاصةً في بعض المناطق التي نتيجتها تغذية مصادر المياه كالبحيرات والأنهر في تركيا والعراق وإيران، شملت شحة المياه جميع هذه المناطق تقريباً، ونتيجة لشحة المياه وخاصة في بعض المناطق مثلاً في كردستان اعتمادهم الكلّي في الزراعة تقريباً على مياه الأمطار الديمية، وفي المناطق الأخرى يعتمدون على مياه الأمطار الديمية بنسبة النصف والنصف الآخر على السقي الإروائي وفي المناطق الجنوبية يكون اعتمادهم الكلي على كميات المياه الموجودة بالطرق الإروائية.

مقدِّم البرنامج: طيب سيادة الوزير، ماهي الإجراءات التي اتخذتموها كوزارة الموارد المائية لموجهة هذه الشحة لمواجهة هذا الخطر الكبير الذي يهدد البلاد عموماً؟

د.لطيف رشيد: أولاً أنا باعتقادي هناك بعض المبالغات بالنسبة لشحة المياه وبالنسبة للوضع الحالي الموجود في المنطقة.. توجد عدة أسباب لشحة المياه أو كميات أو نوعية المياه الموجودة في العراق، العامل الأول هو المناخ أو الطبيعة، لحد الآن لا نستطيع السيطرة على المناخ ولا على الطبيعة بالنسبة لكميات مياه الامطار أو قوة الرياح أو كمية الثلوج هذا بيد الطبيعة وبيد المناخ، هناك عامل آخر مهم جداً وضروري، هو تعامل دول الجوار مع الموارد المائية في العراق، كما تعلمون معظم مصادر المياه داخل العراق من خارج العراق، تركيا المصدر الرئيس لنهري دجلة والفرات، فالفرات ينبع من تركيا ويصب في العراق مروراً بسوريا. إن إدارة الموارد المائية أو تشغيلها في تركيا وسوريا لها تأثير كبير ومباشر على كمية ونوعية المياه..

مقدِّم البرنامج: عفواً سيادة الوزير على المقاطعة، سنتناول هذا الموضوع أعني مسألة تركيا وأثر تركيا على العراق وعلى الأنهر، لكن سألتك عن الأساليب التي اتخذتها الوزارة، أنتم كوزارة ما هي الحلول التي اتخذتموها لمواجهة هذه الحالة الطارئة على العراق؟ تعرفون أن العراق لم يمر بمثل هذه الأزمة سابقاً.

د.لطيف رشيد: إتخذنا خطوات جيدة وجدية، أول خطوة التنسيق مع مؤسسات الدولة والمؤسسات العامة لشرح الوضع الحالي بالنسبة للموارد المائية، كوزارات البلديات والبيئة والزراعة وغيرها من المؤسسات الحكومية كي نعمل وفق خطة متكاملة..

مقدِّم البرنامج: سيادة الوزير أسألك في إطار مشاريع الإعمار الكثيرة التي سعت الحكومة الى تنفيذها في العراق وجلب الشركات الكبيرة العالمية، مؤتمر شرم الشيخ ومؤتمر ستوكهولم، ما هي حصة وزارة الموارد المائية من هذه المشاريع لمعالجة شحة المياه، لإنشاء السدود، الخزانات، إنعاش مسألة المياه في العراق؟

د.لطيف رشيد: طبعاً الخطة الموجودة بالنسبة للخدمات والتنمية في البلد خطة واسعة وشاملة، حصة وزارة الموارد المائية لا بأس بها، طبعاً تنفيذ الخطة أو تنفيذ المشاريع العمرانية أو التنموية مرتبطة بالإمكانيات الفنية زائداً الميزانية الموجودة، نحن في وزارة الموارد المائية لدينا خطة جيدة لتحسين إدارة الموارد المائية بما فيها معالجة الشحة في المستقبل والإستفادة من كل مصادر المياه الموجودة، مياه الأمطار، المياه السطحية، الأنهر والجداول، فروع الأنهر وكذلك المياه الجوفية. داخل هذه الخطة نحتاج بالطبع الى تنفيذ، بدأنا بقسم من التنفيذ مثلاً بناء عدد من السدود لجمع المياه السطحية.

المقدِّم: أين؟

د.لطيف رشيد: في المنطقة الغربية، ليس أقل من ستة أو سبعة سدود تم بناؤها، وهي مفيدة في تخزين المياه الجوفية بشكل أفضل، إذ يمكننا الإستفادة من مياه الأمطار في الوديان الموجودة في الشرب والمواشي وكذلك الزراعة في بعض المناطق.. لدينا خطة واسعة لبناء عدد من السدود الكبيرة والمتوسطة في منطقة كردستان، بناء السدود ضروري جداً لمستقبل العراق، نحاول بذلك خزن أكبر كمية من المياه ونستفيد من كمية المياه الموجودة في خزاناتنا من أجل توليد الطاقة الكهربائية لأنها ضرورية جداً، وطريقة توليد الطاقة عن طريق البحيرات أو السدود أفضل من جميع طرق التوليد الأخرى، أولاً نظيفة وبدون كلفة ومفيدة جداً وفي الوقت نفسه يجب خزن كميات كبيرة من المياه كي نستفيد منها عندما نحتاجها في المواسم الزراعية، كذلك بدأنا بتحسين وضع شبكة الري والمبازل خلال فترة قصيرة.

مقدِّم البرنامج: نتحدث عن شبكة الري والمبازل ومسألة كري هذه المبازل، إزالة الأدغال الموجودة فيها وتسهيل عملية الزراعة.. عملكم أنتم على تماس كبير بالزراعة سياة الوزير.

د.لطيف رشيد: نعم وهذا جزء من نشاطاتنا لتحسين وضع شبكة الري، كري الأنهر وتنظيفها، كري القنوات وتنظيفها وبدأنا العمل.. مع الأسف الشديد، مرة أخرى أرجع لنفس النقطة، عندما استلمنا وزارة الموارد المائية لم تكن في البلد ولا كرّاءة واحدة! بدأنا الآن، خلال هذه السنة استلمنا 8 الى 10 كرّاءات..

مقدِّم البرنامج: ماذا تقصد بكراءات في البلد؟

د.لطيف رشيد: الكراءات مكائن، كراءة لتنظيف الأنهر وتنظيف القنوات من الترسبات..

مقدِّم البرنامج: والآن كم أصبح العدد؟

د.لطيف رشيد: لدينا الآن تقريباً 10 تقوم بالعمل، ولكن نحتاج الى أضعاف هذا العدد،ونحن على تواصل دائم، في هذه السنة لدينا عدد من العقود وقد وصل الينا عدد لا بأس به وفي المستقبل سنشتري عدد آخر من الكراءات. مكائن لقطع الأعشاب داخل القنوات والأنهر، هذا جزء من تشغيل وصيانة القنوات والأنهر لتحسين الوضع الأروائي في العراق، وكما قلت في البداية الإهمال الذي كان موجوداً في العراق لم يكن نتيجة سنة أو سنتين، كم الإهمال الذي استلمناه من الوضع السابق ليس أقل من 30 أو 40 سنة فيما يخص الموارد المائية، والإستثمار كان فيها قليل ولم يكن هناك وجود للتشغيل ولا للصيانة، بدأنا بكل هذا، لدينا مشاريع مستقبلية بالنسبة لتنمية البلد وفي الوقت نفسه لدينا خطة لتحسين وضع الشبكة الإروائية وكذلك المصادر المائية الموجودة في البلد من أجل تحسين وضع الموارد المائية، ولدينا خطة جيدة لبناء السدود، إستصلاح الأراضي وتحسين وضع الشبكة الإروائية.

مقدِّم البرنامج: أسألكم كم تأخذ هذه المشاريع، أعني كم تحتاج من الوقت كي تنفذ هذه المشاريع؟

د.لطيف رشيد: قسم منها يحتاج فترة سنة أو سنتين، وقسم آخر كالمشاريع الستراتيجية كبناء سد ضخم تحتاج الى ما لايقل عن أربع أو خمس سنوات، لدينا حوالي 85 ألف كليومتر تبطين قنوات وهي تحتاج فترة جداً طويلة، نحتاج معدّات كبيرة، أملنا في تجهيز المصب العام لتجميع كافة المبازل الموجودة من شمال بغداد الى البصرة، المبازل الموجودة في الأراضي الزراعية وكذلك جمع المياه الجوفية، نتمنى خلال شهرين أو ثلاثة أن ننجز المشروع وهو ضخم جداً، يمكن أن يكون أكبر في العالم لجمع المبازل.

مقدِّم البرنامج: ما دمنا نتحدث عن المبازل سيادة الوزير، أسألكم عن مسألة إنعاش الأهوار، هل لديكم خطة لإنعاش الأهوار؟ مالذي فعلتموه لهذه المنطقة الحيوية المهمة وبالتنسيق مع وزارة الدولة لشؤون الأهوار؟

د.لطيف رشيد: بالنسبة لإنعاش الأهوار، حالة الأهوار جيدة، وكما تعلمون فالنظام السابق جفّف الأهوار بنسبة تصل الى 95% من مساحات المسطحات المائية، الآن بوجود كميات كافية من المطر، لا تحسب شحة مياه لهذه السنة، ولكن مع وجود كميات كافية من مياه الأمطار وصل إنعاش الأهوار الى 80% تقريباً من المسطحات المائية الموجودة، وضع إنعاش الأهوار بحالة جيدة ولدينا تنسيق مع وزارة الدولة لشؤون الأهوار ونشاطاتهم تقريباً محدودة، لكن نشاطاتنا في الأهوار، القسم الأول إنعاش الأهوار صار بشكل جيد.

 

 

مقدِّم البرنامج: ماذا فعلتم بهذا الخصوص؟

د.لطيف رشيد: الأهوار بحالة جيدة، بدأ الناس بالرجوع والثروة الحيوانية ازدهرت في منطقة الأهوار ولدينا الآن خطة لتنمية وبناء البنية التحتية في منطقة الأهوار كالجسور والطرق والأمور التنموية الأخرى، بقناعتي الوضع في الأهوار جيد، تحتاج الأهوار في المرحلة القادمة الى خدمات، بما فيها خدمات صحية خدمات ثقافية وخدمات تعليمية، يجب التركيز على هذه النقطة وأتصور بأن الحكومة ومجلس الوزارة مهتمون بهذا الخصوص وفي الميزانية المركزية توجد تخصيصات مركزية بهذا الشان.

مقدِّم البرنامج: عفواً سيادة الوزير، كي أتمكن من أن أسألكم أكبر قدر ممكن من الأسئلة، أسألكم عن اللجنة المشكلة من قبل مجلس الوزراء لمتابعة شحة المياه في البلاد المؤلفة من وزارة التخطيط ووزارة الزراعة ووزارتكم ووزارة البيئة ووزارة التجارة، الى ماذا توصلت هذه اللجنة؟ ما هي النتائج التي توصلت اليها بهذا الخصوص؟ ما هي التوصيات والمقررات التي أقرتها؟

د.لطيف رشيد: لدينا عدة لجان في مجلس الوزارء، أولاً اللجنة المهمة هي لجنة المبادرة الزراعية برئاسة رئيس الوزراء، هذه اللجنة لتحسين الوضع الزراعي وتمتلك ميزانية كبيرة بحدود نصف مليار دولار أمريكي لشراء المعدات، لتحسين الوضع الزراعي في العراق بشكل عام، ولدينا تنسيق جيد مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء والمستشارين وكذلك وزارة الزراعة وعقدنا اجتماعات واتخذنا خطوات جيدة بالنسبة للمعدات وتحسين وضع الزراعة، هناك لجان أخرى، شكلنا لجنة لمعالجة الشحة المائية بالتنسيق مع معظم الوزارات المعنية ولدينا خطوات جيدة مثل الخطة الزراعية وكذلك تحسين وتنظيف المناطق الضرورية في الأنهر والقنوات والعمل على توعية الناس بضرورة ترشيد استخدام المياه، في الوقت نفسه طُلب مني زيارة عدد من البلدان للتنسيق والتعاون من أجل معالجة شحة المياه الموجودة في الوقت الحاضر، التنسيق مستمر وجلسات اللجنة كذلك مستمرة، في بعض الحالات صرفنا مبالغ جيدة لشراء المعدات مثل التانكرات أو معدات أخرى نحتاجها في مجال تحسين الوضع المائي.

مقدِّم البرنامج: أسألكم سيادة الوزير، هناك بعض المحافظات شكّلت غرفة عمليات لمواجهة شحة المياه لاتخاذ التدابير اللازمة في مواجهة هذه الأزمة الكبيرة، أنتم كوزارة موارد مائية ما هو حجم التنسيق بينكم وبين هذه المحافظات؟ كيف ساعدتم هذه المحافظات؟ ما هو الدعم الذي قدمتموه لها بهذا الخصوص؟

د.لطيف رشيد: كوزارة موارد مائية و كما أتصور بقية الوزارات التنموية والخدمية، لدينا فروع ومديريات في كل محافظة، لدينا تنسيق جيد مع كافة المحافظات عن طريق مديرياتنا وعن طريق الفنيين وعن طريق مشاريعنا، أنا شخصياً وبشكل دائمي أتصل بالمحافظات العراقية ككل من أجل التنسيق والإستفادة من المصادر المائية، في الوقت الحاضر ومع تحسن الوضع الأمني لدينا اتصالات قوية جداً ليس فقط مع مديرياتنا وإنّما مع أهالي المنطقة من أجل معالجة المشاكل الإروائية والمائية في كل محافظة.

مقدِّم البرنامج: دكتور أسألكم عن السدود الموجودة، لدينا سدود مهمة كما تعلمون سد الموصل وسد حديثة، ما أثر هذه السدود في القضاء على شحة المياه؟ مالأثر الذي تركته هذه السدود؟ لماذا لم تؤدِّ دورها بالشكل المطلوب؟ هل هناك مشكلة في هذه السدود؟

د.لطيف رشيد: لا ليس لدينا مشاكل كبيرة بالنسبة للسدود، لدينا خزانات جيدة كما تفضلت في حديثة والموصل ودوكان ودربندخان وحمرين، وبالرغم من كمية المياه في الخزانات أقل من المعدل، لكننا نستفيد من كميات المياه الموجودة، لحد الآن يشكل توليد الطاقة الكهربائية ما نسبته 500 ميكاواط من الخزانات الموجودة في بحيراتنا. ومن الناحية الستراتيجية ومن أجل الإستفادة من المياه الموجودة ومياه الأمطار والمياه السطحية في العراق نوصي بأن يتم التركيز على بناء أكبر عدد من السدود.

مقدِّم البرنامج: سيادة الوزير نريد منك كلمة أخيرة بهذا الخصوص، وأن تكون هذه الكلمة مختصرة جداً لأن وقت البرنامج قد شارف على الإنتهاء.

د.لطيف رشيد: نحن في وزارة الموارد المائية نركز على معالجة وتحسين وضع الموارد المائية من أجل المستقبل،لدينا خطة جيدة نأمل في تنفيذها لتحسين الوضع المائي من أجل إفادة العراق من موارده المائية بصورة أكبر.

مقدِّم البرنامج: إن شاء الله، في ختام هذا اللقاء سادتي المشاهدين الكرام لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل الى الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد وزير الموارد المائية على هذا اللقاء كما أتقدم لكم بالشكر على حسن الإصغاء والمتابعة على أمل أن نلتقيكم في حلقة قادمة من برنامج لقاء خاص والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.